لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسائكم عطر
الجهل الخلاّق مقال رآئع اعجبني للكاتب عبد الله إبراهيم الكعيد وان شاء الله ينال اعجابكم
\
/
سمعنا عن مُصطلح الفوضى الخلاّقة ثم أدركنا مؤخراً وبالتحديد مع حُمى الثورات التي اشتعلت في جسد الأمة العربية مفهوم هذا المصطلح بكل وضوح. ماذا عن الجهل الخلاّق ؟
قبل الدخول في هذا الدهليز المُعتم أود العودة إلى الفوضى الخلاّقة حيث سألني صديق قبل يومين كيف تكون فوضى وخلاّقة في نفس الوقت ؟ قلت دون تردد إنها الفوضى التي تخلق أو تصنع أو تحقق الأهداف مُسبقة الصبّ كخرسانة مقولبة ومُهندسة بكل عناية لكي تسد فراغاً في جدار العولمة.
وتّم تلقينا ونحن تلامذة صغار أن أخطر ما تواجهه أيّ أمّة هو الثلاثي الشهير: الفقر والجهل والمرض. لهذا تكافح الحكومات من أجل تخفيف أعراض هذه الأمراض لأنه من المستحيل القضاء عليها تماماً. في كل جهات الدنيا هناك فقر كما هناك جهل أما الأمراض فهي على قفا من يشيل. طبعاً تختلف المجتمعات في نسبة تفشي أيّ من تلك الظواهر لدرجة أن اليابان مثلاً قد احتفلت قبل سنوات طوال مضين بوفاة آخر أُمي لديها . لكن هل الجهل هو الأميّة ؟ بمعنى هل الجاهل هو الذي لا يعرف القراءة والكتابة؟ قطعاً لا. فهناك من يحمل شهادات عُليا لكنهُ في مفهوم العصر جاهل. كيف ؟ هناك جهل معلوم وآخر مجهول فالمعلوم أمره سهل حيث يمكن التعاطي معه بكل وضوح. المصيبة مع الجاهل الذي يجهل بأنهُ جاهل فهذا هو الخطر على نفسه وعلى المجتمع.
قلت في فاتحة المقال عن الفوضى الخلاقة أي تلك التي توصل إلى أهداف وكذلك الجهل الخفيّ إذ يمكن استغلال مكابرة الجاهل المعاصر في تمرير أو تحقيق أهداف قد تكون غير معلنة فينطبق عليه الجهل الخلاّق.
يُعرَف الجاهل المكابر من لهجته الجازمة حسب قول الفرنسي لابرويير لهذا إذا رأيتم أو سمعتم من يعتقد بامتلاكه الحقيقة المُطلقة ويجزم بمعلوماته في المنابر والندوات رغم الشكوك التي تدور حولها وحوله فاعلموا أنه جاهلٌ مُركّب.
لكم احترامي
مسائكم عطر
الجهل الخلاّق مقال رآئع اعجبني للكاتب عبد الله إبراهيم الكعيد وان شاء الله ينال اعجابكم
\
/
سمعنا عن مُصطلح الفوضى الخلاّقة ثم أدركنا مؤخراً وبالتحديد مع حُمى الثورات التي اشتعلت في جسد الأمة العربية مفهوم هذا المصطلح بكل وضوح. ماذا عن الجهل الخلاّق ؟
قبل الدخول في هذا الدهليز المُعتم أود العودة إلى الفوضى الخلاّقة حيث سألني صديق قبل يومين كيف تكون فوضى وخلاّقة في نفس الوقت ؟ قلت دون تردد إنها الفوضى التي تخلق أو تصنع أو تحقق الأهداف مُسبقة الصبّ كخرسانة مقولبة ومُهندسة بكل عناية لكي تسد فراغاً في جدار العولمة.
وتّم تلقينا ونحن تلامذة صغار أن أخطر ما تواجهه أيّ أمّة هو الثلاثي الشهير: الفقر والجهل والمرض. لهذا تكافح الحكومات من أجل تخفيف أعراض هذه الأمراض لأنه من المستحيل القضاء عليها تماماً. في كل جهات الدنيا هناك فقر كما هناك جهل أما الأمراض فهي على قفا من يشيل. طبعاً تختلف المجتمعات في نسبة تفشي أيّ من تلك الظواهر لدرجة أن اليابان مثلاً قد احتفلت قبل سنوات طوال مضين بوفاة آخر أُمي لديها . لكن هل الجهل هو الأميّة ؟ بمعنى هل الجاهل هو الذي لا يعرف القراءة والكتابة؟ قطعاً لا. فهناك من يحمل شهادات عُليا لكنهُ في مفهوم العصر جاهل. كيف ؟ هناك جهل معلوم وآخر مجهول فالمعلوم أمره سهل حيث يمكن التعاطي معه بكل وضوح. المصيبة مع الجاهل الذي يجهل بأنهُ جاهل فهذا هو الخطر على نفسه وعلى المجتمع.
قلت في فاتحة المقال عن الفوضى الخلاقة أي تلك التي توصل إلى أهداف وكذلك الجهل الخفيّ إذ يمكن استغلال مكابرة الجاهل المعاصر في تمرير أو تحقيق أهداف قد تكون غير معلنة فينطبق عليه الجهل الخلاّق.
يُعرَف الجاهل المكابر من لهجته الجازمة حسب قول الفرنسي لابرويير لهذا إذا رأيتم أو سمعتم من يعتقد بامتلاكه الحقيقة المُطلقة ويجزم بمعلوماته في المنابر والندوات رغم الشكوك التي تدور حولها وحوله فاعلموا أنه جاهلٌ مُركّب.
لكم احترامي